[ ص: 170 ] وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين
أرسل -صلى الله عليه وسلم - :
رحمة للعالمين ؛ لأنه جاء بما يسعدهم إن اتبعوه ، ومن خالف ولم يتبع ؛ فإنما أتى من عند نفسه حيث ضيع نصيبه منها ، ومثاله : أن يفجر الله عينا غديقة ، فيسقي ناس زروعهم ومواشيهم بمائها فيفلحوا ، ويبقى ناس مفرطون عن السقي فيضيعوا ، فالعين المفجرة في نفسها ، نعمة من الله ورحمة للفريقين ، ولكن الكسلان محنة على نفسه ؛ حيث حرمها ما ينفعها ، وقيل : كونه رحمة للفجار ؛ من حيث إن عقوبتهم أخرت بسببه وأمنوا به عذاب الاستئصال .