[ ص: 237 ] أحدهما : أن يراد يرغبون في الطاعات أشد الرغبة فيبادرونها .
والثاني : أنهم يتعجلون في الدنيا المنافع ووجوه الإكرام ؛ كما قال : فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة [آل عمران : 148 ] ، وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين [العنكبوت : 27 ] ؛ لأنهم إذا سورع بها لهم ، فقد سارعوا في نيلها وتعجلوها ، وهذا الوجه أحسن طباقا للآية المتقدمة ؛ لأن فيه إثبات ما نفي عن الكفار للمؤمنين ، وقرئ : "يسرعون في الخيرات" لها سابقون أي : فاعلون السبق لأجلها أو سابقون الناس لأجلها ، أو إياها سابقون ، أي : ينالونها قبل الآخرة ؛ حيث عجلت لهم في الدنيا ، ويجوز أن يكون : لها سابقون : خبرا بعد خبر . ومعنى وهم لها : كمعنى قوله [من الرجز ] :