وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون
إنما خص السمع والأبصار والأفئدة ؛ لأنه يتعلق بها من المنافع الدينية والدنيوية ما لا يتعلق بغيرها ، ومقدمة منافعها أن يعملوا أسماعهم وأبصارهم في آيات الله وأفعاله ، ثم ينظروا ويستدلوا بقلوبهم . ومن لم يعملها فيما خلقت له فهو بمنزلة عادمها ؛ كما قال الله تعالى :
فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء [الأحقاف : 26 ] ، إذ كانوا
[ ص: 245 ] يجحدون بآيات الله ، ومقدمة شكر النعمة فيها الإقرار بالمنعم بها ، وأن لا يجعل له ند ولا شريك ، أي : تشكرون شكرا قليلا ، و " ما " : مزيدة للتأكيد بمعنى : حقا ،
"ذرأكم " : خلقكم وبثكم بالتناسل ،
"وإليه " : تجمعون يوم القيامة بعد تفرقكم ،
وله اختلاف الليل والنهار أي : هو مختص به وهو متوليه ، ولا يقدر على تصريفهما غيره ، وقرئ : :"يعقلون " : بالياء عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو .