وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين
معنى
إلى الله ورسوله إلى رسول الله كقولك : أعجبني زيد وكرمه ، تريد : كرم زيد ؛ ومنه قوله [من الرجز ] :
غلسنه قبل القطا وفرطه
[ ص: 314 ] أراد : قبل فرط القطا . روي : أنها نزلت في بشر المنافق وخصمه اليهودي حين اختصما في أرض ، فجعل اليهودي يجره إلى رسول الله ، والمنافق يجره إلى
كعب بن الأشرف ويقول : إن
محمدا يحيف علينا . وروي أن
المغيرة بن وائل كان بينه وبين
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- خصومة في ماء وأرض . فقال
المغيرة : أما
محمد فلست آتيه ولا أحاكم إليه فإنه يبغضني وأنا أخاف أن يحيف علي "إليه" صلة يأتوا ، لأن "أتى" و "جاء" قد جاءا معديين بإلى ، أو يتصل بمذعنين لأنه في معنى مسرعين في الطاعة . وهذا أحسن لتقدم صلته ودلالته على الاختصاص . والمعنى : أنهم لمعرفتهم أنه ليس معك إلا الحق المر والعدل البحت . يزورون عن المحاكمة إليك إذا ركبهم الحق ؛ لئلا تنتزعه من أحداقهم بقضائك عليهم لخصومهم ، وإن ثبت لهم حق على خصم أسرعوا إليك ولم يرضوا إلا بحكومتك ، لتأخذ لهم ما ذاب لهم في ذمة الخصم .