ألا إن لله ما في السماوات والأرض قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه فينبئهم بما عملوا والله بكل شيء عليم
أدخل " قد" ليؤكد علمه بما هم عليه من المخالفة عن الدين والنفاق ومرجع توكيد العلم إلى توكيد الوعيد ، وذلك أن " قد" إذا دخلت على المضارع كانت بمعنى "ربما"
[ ص: 329 ] فوافقت "ربما" في خروجها إلى معنى التكثير في نحو قوله [من الطويل ] :
فإن تمس مهجور الفناء فربما أقام به بعد الوفود وفود
ونحوه قول
زهير [من الطويل ] :
أخي ثقة لا تهلك الخمر ماله ولكنه قد يهلك المال نائله
والمعنى : أن جميع ما في السماوات والأرض مختصة به خلقا وملكا وعلما ، فكيف يخفى عليه أحوال المنافقين وإن كانوا يجتهدون في سترها عن العيون وإخفائها ، وسينبئهم يوم القيامة بما أبطنوا من سوء أعمالهم وسيجازيهم حق جزائهم . والخطاب والغيبة في قوله :
قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه يجوز أن يكونا جميعا المنافقين على طريق الالتفات . ويجوز أن يكون
ما أنتم عليه عاما ، و
"يرجعون" للمنافقين ، والله أعلم .
عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - :
"من قرأ سورة النور أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل مؤمن ومؤمنة فيما مضى وفيما بقي " .