يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا يوم يرون منصوب بأحد شيئين : إما بما دل عليه
"لا بشرى" أي : يوم يرون الملائكة يمنعون البشرى أو يعدمونها . ويومئذ للتكرير . وإما بإضمار "اذكر" أي : اذكر يوم يرون الملائكة ثم قال :
لا بشرى يومئذ للمجرمين . وقوله :
"للمجرمين" إما ظاهر ضمير . إما لأنه عام ، فقد تناولهم بعمومه
حجرا محجورا ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه في باب المصادر غير المتصرفة المنصوبة بأفعال متروك إظهارها نحو : معاذ الله ، وقعدك الله ، وعمرك الله . وهذه كلمة كانوا يتكلمون بها عند لقاء عدو موتور أو هجوم نازلة ، أو نحو ذلك : يضعونها موضع الاستعاذة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : ويقول الرجل للرجل : أتفعل كذا وكذا ، فيقول : حجرا ، وهي من حجره إذا منعه ؛ لأن المستعيذ طالب من الله أن يمنع المكروه فلا يلحقه فكان المعنى : أسأل الله أن يمنع ذلك منعا ويحجره حجرا . ومجيئه على فعل أو فعل في قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، تصرف فيه لاختصاصه بموضع واحد ، كما كان قعدك وعمرك
[ ص: 343 ] كذلك ؛ وأنشدت لبعض الرجاز [من الرجز ] :
قالت وفيها حيدة وذعر عوذ بربي منكم وحجر
فإن قلت : فإذا قد ثبت أنه من باب المصادر ، فما معنى وصفه بمحجور ؟ قلت : جاءت هذه الصفة لتأكيد معنى الحجر ، كما قالوا . ذيل ذائل ، والذيل : الهوان . وموت مائت . والمعنى في الآية : أنهم يطلبون نزول الملائكة ويقترحونه ، وهم إذا رأوهم عند الموت أو يوم القيامة كرهوا لقاءهم وفزعوا منهم ، لأنهم لا يلقونهم إلا بما يكرهون ، قالوا عند رؤيتهم ما كانوا يقولونه عند لقاء العدو الموتور وشدة النازلة . وقيل : هو من قول الملائكة ومعناه : حراما محرما عليكم الغفران والجنة والبشرى ، أي : جعل الله ذلك حراما عليكم .