وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا
عطف " عادا " على " هم" في " جعلناهم " أو على " الظالمين " ، لأن المعنى : ووعدنا الظالمين . وقرئ : "وثمود" على تأويله القبيلة . وأما المنصرف فعلى تأويل الحي أو لأنه اسم الأب الأكبر . قيل : في
أصحاب الرس : كانوا قوما من عبدة الأصنام أصحاب آبار ومواش . فبعث الله إليهم
شعيبا فدعاهم إلى الإسلام . فتمادوا في طغيانهم وفي إيذائه . فبينا هم حول
الرس وهو البئر غير المطوية . عن
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبي عبيدة : انهارت بهم فخسف بهم وبديارهم . وقيل :
الرس قرية
بفلج اليمامة ، قتلوا نبيهم فهلكوا ، وهم بقية
ثمود قوم
صالح . وقيل : هم أصحاب النبي
حنظلة بن صفوان ، كانوا مبتلين بالعنقاء وهي أعظم ما يكون من الطير ، سميت لطول عنقها ، وكانت تسكن جبلهم الذي يقال له فتح ، وهي تنقض على صبيانهم فتخطفهم ، إن أعوزها الصيد ، فدعا عليها
حنظلة فأصابتها الصاعقة ، ثم إنهم قتلوا
حنظلة فأهلكوا : وقيل : هم
أصحاب الأخدود .
والرس : هو
الأخدود . وقيل
الرس بأنطاكية قتلوا فيها
حبيبا النجار . وقيل : كذبوا نبيهم ورسوه في بئر ، أي : دسوه فيها
بين ذلك أي بين ذلك المذكور ، وقد يذكر الذاكر أشياء مختلفة ثم يشير إليها ذلك ، ويحسب الحاسب أعدادا متكاثرة ثم يقول : فذلك كيت وكيت على معنى : فذلك المحسوب أو المعدود
ضربنا له الأمثال بينا له القصص العجيبة من قصص الأولين ، ووصفنا لهم ما أجروا إليه من تكذيب الأنبياء وجرى عليهم من عذاب الله وتدميره . والتتبير : التفتيت والتكسير . ومنه : التبر ، وهو كسار الذهب والفضة والزجاج . و
"وكلا" الأول منصوب بما دل عليه
ضربنا له الأمثال وهو : أنذرنا . أو : حذرنا . والثاني : بتبرنا ، لأنه فارغ له .