وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا
مثال
إلا من شاء الله والمراد : إلا فعل من شاء واستثنائه عن الأجر قول ذي شفقة عليك قد سعى لك في تحصيل مال : ما أطلب منك ثوابا على ما سعيت إلا أن تحفظ هذا المال ولا تضيعه فليس حفظك المال لنفسك من جنس الثواب ، ولكن صوره هو بصورة الثواب وسماه باسمه ، فأفاد فائدتين ، إحداهما : قلع شبهة الطمع في الثواب من أصله ، كأنه يقول لك : إن كان حفظك لمالك ثوابا فإني أطلب الثواب ، والثانية : إظهار الشفقة البالغة وأنك إن حفظت مالك : اعتد بحفظك ثوابا ورضي به كما يرضى المثاب بالثواب . ولعمري إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان مع المبعوث إليهم بهذا الصدد وفوقه . ومعنى اتخاذهم إلى الله سبيلا : تقربهم إليه وطلبهم عنده الزلفى بالإيمان والطاعة . وقيل : المراد التقرب بالصدقة والنفقة في سبيل الله .