والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرا ومقاما "غراما" هلاكا وخسرانا ملحا لازما ؛ قال [من المتقارب ] :
ويوم النسار ويوم الجفار فكانا عذابا وكانا غراما
وقال [من الخفيف ] :
إن يعاقب يكن غراما وإن يعـ ـط جزيلا فإنه لا يبالي
ومنه : الغريم : لإلحاحه ولزامه . وصفهم بإحياء الليل ساجدين وقائمين ، ثم عقبه
[ ص: 370 ] بذكر دعوتهم هذه ، إيذانا بأنهم مع اجتهادهم خائفون مبتهلون إلى الله في صرف العذاب عنهم ، كقوله تعالى :
والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة [المؤمنون : 60 ] ،
"ساءت" في حكم "بئست " ، وفيها ضمير مبهم يفسره : مستقرا . والمخصوص بالذم محذوف ، معناه : ساءت مستقرا ومقاما هي . وهذا الضمير هو الذي ربط الجملة باسم إن وجعلها خبرا لها . ويجوز أن يكون
"ساءت" بمعنى : أحزنت . وفيها ضمير اسم إن . و
"مستقرا" حال أو تمييز ، والتعليلان يصح أن يكونا متداخلين ومترادفين ، وأن يكونا من كلام الله وحكاية لقولهم .