فجمع السحرة لميقات يوم معلوم وقيل للناس هل أنتم مجتمعون لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين
اليوم المعلوم : يوم الزينة . وميقاته . وقت الضحى ؛ لأنه الوقت الذي وقته لهم موسى صلوات الله عليه من يوم الزينة في قوله :
موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى [طه : 59 ]
[ ص: 390 ] والميقات : ما وقت به ، أي حدد من زمان أو مكان . ومنه : مواقيت الإحرام
هل أنتم مجتمعون استبطاء لهم في الاجتماع ، والمراد منه : استعجالهم واستحثاثهم ، كما يقول الرجل لغلامه : هل أنت منطلق : إذا أراد أن يحرك منه ويحثه على الانطلاق ، كأنما يخيل له أن الناس قد انطلقوا وهو واقف ، ومنه قول
تأبط شرا [من البسيط ] :
هل أنت باعث دينار لحاجتنا أو عبد رب أخا عون بن مخراق ؟
يريد : ابعثه إلينا سريعا ولا تبطئ به
لعلنا نتبع السحرة أي في دينهم إن غلبوا موسى ، ولا نتبع
موسى في دينه . وليس غرضهم باتباع السحرة ، وإنما الغرض الكلي : أن لا يتبعوا
موسى ، فساقوا الكلام مساق الكناية ؛ لأنهم إذا اتبعوهم لم يكونوا متبعين
لموسى عليه السلام .