صفحة جزء
قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين قال رب إن قومي كذبون فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون ثم أغرقنا بعد الباقين إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم

ليس هذا بإخبار بالتكذيب ، لعلمه أن عالم الغيب والشهادة أعلم ، ولكنه أراد أني لا أدعوك عليهم لما غاظوني وآذوني ، وإنما أدعوك لأجلك ولأجل دينك ، ولأنهم كذبوني في وحيك ورسالتك ، فاحكم بيني وبينهم والفتاحة : الحكومة . والفتاح : الحاكم ؛ لأنه يفتح المستغلق كما سمي فيصلا ، لأنه يفصل بين الخصومات . الفلك : السفينة . وجمعه فلك : قال الله تعالى : وترى الفلك فيه مواخر ؛ فالواحد بوزن قفل ، والجمع بوزن أسد ، كسروا فعلا على فعل ، كما كسروا فعلا على فعل ، لأنهما أخوان في قولك : العرب والعرب ، والرشد والرشد . فقالوا : أسد وأسد ، وفلك وفلك . ونظيره : بعير هجان ، وإبل هجان . ودرع دلاص ، ودروع دلاص ، فالواحد بوزن كناز ، والجمع بوزن كرام . والمشحون : المملوء . يقال : شحنها عليهم خيلا ورجالا .

التالي السابق


الخدمات العلمية