كذبت قوم لوط المرسلين إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون
أراد بالعالمين : الناس . أي : أتأتون من بين أولاد
آدم عليه السلام على فرط كثرتهم وتفاوت أجناسهم وغلبة إناثهم على ذكورهم في الكثرة ذكرانهم كأن الإناث قد أعوزتكم . أو أتأتون أنتم -من بين من عداكم من العالمين- الذكران ، يعني أنكم يا قوم
لوط وحدكم مختصون بهذه الفاحشة . والعالمون على هذا القول : كل ما ينكح من الحيوان
من أزواجكم يصلح أن يكون تبيينا لما خلق ، وأن يكون للتبعيض ، ويراد بما خلق : العضو المباح منهن . وفي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : "ما أصلح لكم ربكم من أزواجكم " ، وكأنهم كانوا يفعلون مثل ذلك بنسائهم . العادي : المتعدي في ظلمة ، المتجاوز فيه الحد ، ومعناه : أترتكبون هذه المعصية على عظمها ، بل أنتم قوم عادون في جميع المعاصي ، فهذا من جملة ذاك ، أو بل أنتم قوم أحقاء بأن توصفوا بالعدوان ، حيث ارتكبتم مثل هذه العظيمة .