[ ص: 422 ] وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين إنه هو السميع العليم "وتوكل" على الله يكفك شر من يعصيك منهم ومن غيرهم . والتوكل : تفويض الرجل أمره إلى من يملك أمره ويقدر على نفعه وضره . وقالوا : المتوكل من إن دهمه أمر لم يحاول دفعه عن نفسه بما هو معصية لله ، فعلى هذا إذا وقع الإنسان في محنة ثم سأل غيره خلاصه ، لم يخرج من حد التوكل ؛ لأنه لم يحاول دفع ما نزل به عن نفسه بمعصية الله . وفي مصاحف أهل
المدينة والشام : "فتوكل " ، وبه قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر ، وله محملان في العطف : أن يعطف على "فقل " . أو
فلا تدع .
على العزيز الرحيم على الذي يقهر أعداءك بعزته وينصرك عليهم برحمته . ثم اتبع كونه رحيما على رسوله ما هو من أسباب الرحمة : وهو ذكر ما كان يفعله في جوف الليل من قيامه للتهجد ، وتقلبه في تصفح أحوال المتهجدين من أصحابه ؛ ليطلع عليهم من حيث لا يشعرون . ويستبطن سر أمرهم ، وكيف يعبدون الله ، وكيف يعملون لآخرتهم ، كما يحكى أنه حين نسخ فرض قيام الليل ، طاف تلك الليلة ببيوت أصحابه لينظر ما يصنعون لحرصه عليهم وعلى ما يوجد منهم من فعل الطاعات وتكثير الحسنات ، فوجدها كبيوت الزنابير لما سمع منها من دندنتهم بذكر الله والتلاوة . والمراد بالساجدين : المصلون . وقيل : معناه يراك حين تقوم للصلاة بالناس جماعة . وتقلبه في الساجدين : تصرفه فيما بينهم بقيامه وركوعه وسجوده وقعوده إذا أمهم . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل : أنه سأل
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبا حنيفة رحمه الله ، هل تجد الصلاة في الجماعة في القرآن ؟ فقال : لا يحضرني ، فتلا له هذه الآية . ويحتمل أنه : لا يخفى عليه حالك كلما قمت وتقلبت مع الساجدين في كفاية أمور الدين
إنه هو السميع لما تقوله
"العليم" بما تنويه وتعمله . وقيل : هو تقلب بصره فيمن يصلي خلفه ، من قوله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=656153 "أتموا الركوع والسجود ، فوالله إني لأراكم من خلف ظهري إذا ركعتم وسجدتم " . وقرئ : "ويقلبك " .