قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون "سننظر" من النظر الذي هو التأمل والتصفح . وأراد : أصدقت أم كذبت ، إلا أن
كنت من الكاذبين أبلغ ، لأنه إذا كان معروفا بالانخراط في سلك الكاذبين كان كاذبا لا محالة ، وإذا كان كاذبا اتهم بالكذب فيما أخبر به فلم يوثق به ،
تول عنهم تنح عنهم إلى مكان قريب تتوارى فيه ، ليكون ما يقولونه بمسمع منك . و
"يرجعون" من قوله تعالى :
يرجع بعضهم إلى بعض القول فيقال : دخل عليها من كوة فألقى الكتاب إليها وتوارى في الكوة . فإن قلت : لم قال : فألقه إليهم ، على لفظ الجمع ؟ قلت : لأنه قال : وجدتها وقومها يسجدون للشمس ، فقال : فألقه إلى الذين هذا دينهم ، اهتماما منه بأمر الدين ، واشتغالا به عن غيره . وبني الخطاب في الكتاب على لفظ الجمع لذلك .