إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين إن فرعون جملة مستأنفة كالتفسير للمجمل ، كأن قائلا قال : وكيف كان نبؤهما فقال : إن
فرعون علا في الأرض يعني أرض مملكته قد طغى فيها وجاوز الحد في الظلم والعسف
"شيعا" فرقا يشيعونه على ما يريد ويطيعونه ، لا يملك أحد منهم أن يلوي عنقه ؛ قال
الأعشى [من البسيط ] :
وبلدة يرهب الجواب دلجتها . . . حتى تراه عليها يبتغي الشيعا
[ ص: 482 ] أو يشيع بعضهم بعضا في طاعته . أو أصنافا في استخدامه يتسخر صنفا في بناء وصنفا في حرث وصنفا في حفر ، ومن لم يستعمله ضرب عليه الجزية . أو فرقا مختلفة قد أغرى بينهم العداوة ، وهم بنو إسرائيل والقبط . والطائفة المستضعفة : بنو إسرائيل . وسبب ذبح الأبناء : أن كاهنا قال له : يولد مولود في
بني إسرائيل يذهب ملكك على يده . وفيه دليل بين على ثخانة حمق
فرعون ، فإنه إن صدق الكاهن لم يدفع القتل الكائن ، وإن كذب فما وجه القتل ؟ و
"يستضعف" حال من الضمير في
"وجعل" أو صفة لشيعا . أو كلام مستأنف . و
"يذبح" بدل من يستضعف . وقوله :
إنه كان من المفسدين بيان أن القتل ما كان إلا فعل المفسدين فحسب ، لأنه فعل لا طائل تحته ، صدق الكاهن أو كذب .