واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين
الاستكبار بالحق : إنما هو لله تعالى ، وهو المتكبر على الحقيقة ، أي : المتبالغ في كبرياء الشأن . قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما حكى عن ربه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=680677 "الكبرياء ردائي والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في النار " . وكل مستكبر سواه فاستكباره بغير الحق
"يرجعون" بالضم والفتح
فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم من الكلام الفخم الذي دل به على عظمة شأنه وكبرياء سلطانه . شبههم استحقارا لهم واستقلالا لعددهم . وإن كانوا الكثر الكثير والجم الغفير ، بحصيات أخذهن آخذ في كفه فطرحهن في البحر . ونحو ذلك قوله :
وجعلنا فيها رواسي شامخات [المرسلات : 27 ] ،
وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة [الحاقة : 14 ] .
وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه [الزمر : 67 ] وما هي إلا تصويرات وتمثيلات لاقتداره ، وأن كل مقدور وإن عظم وجل ، فهو مستصغر إلى جنب قدرته .