[ ص: 509 ] ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون "بصائر" نصب على الحال . والبصيرة : نور القلب الذي يستبصر به ، كما أن البصر نور العين الذي تبصر به ، يريد : آتيناه التوراة أنوارا للقلوب ، لأنها كانت عمياء لا تستبصر ولا تعرف حقا من باطل ، وإرشادا ؛ لأنهم كانوا يخبطون في ضلال
"ورحمة" لأنهم لو عملوا بها وصلوا إلى نيل الرحمة
لعلهم يتذكرون إرادة أن يتذكروا ، شبهت الإرادة بالترجي فاستعير لها . ويجوز أن يراد به ترجي
موسى عليه السلام لتذكرهم ، كقوله تعالى :
لعله يتذكر [طه : 44 ] .