إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم والله لا يحب الظالمين إذ قال الله : ظرف لـ
خير الماكرين أو لـ
مكر الله ،
إني متوفيك أي: مستوفي أجلك، معناه: إني عاصمك من أن يقتلك الكفار، ومؤخرك إلى أجل كتبته لك، ومميتك حتف أنفك لا قتيلا بأيديهم
ورافعك إلي : إلى سمائي ومقر ملائكتي،
ومطهرك من الذين كفروا : من سوء جوارهم وخبث صحبتهم، وقيل: "متوفيك": قابضك من الأرض، من توفيت ما لي على فلان إذا استوفيته، وقيل: مميتك في وقتك بعد النزول من السماء ورافعك الآن، وقيل: متوفي نفسك بالنوم من قوله:
والتي لم تمت في منامها [الزمر: 42] ورافعك وأنت نائم حتى لا يلحقك خوف، وتستيقظ وأنت في السماء آمن مقرب
فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة : يعلونهم بالحجة وفي أكثر الأحوال بها وبالسيف، ومتبعوه هم المسلمون؛ لأنهم متبعوه في أصل الإسلام، وإن اختلفت الشرائع دون الذين كذبوه وكذبوا عليه من اليهود والنصارى
فأحكم بينكم تفسير الحكم قوله: "فأعذبهم" (فنوفيهم أجورهم) وقرئ (فيوفيهم) بالياء.