وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين
قرئ على النصب بغير إضافة وبإضافة ، وعلى الرفع كذلك ، فالنصب على وجهين : على التعليل ، أي لتتوادوا بينكم وتتواصلوا ، لاجتماعكم على عبادتها واتفاقكم عليها وائتلافكم ، كما يتفق الناس على مذهب فيكون ذلك سبب تحابهم وتصادقهم . وأن يكون مفعولا ثانيا ، كقوله :
اتخذ إلهه هواه [الفرقان : 43 ] أي اتخذتم الأوثان سبب المودة بينكم ، على تقدير حذف المضاف . أو اتخذتموها مودة بينكم ، بمعنى مودودة بينكم ، كقوله تعالى :
ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله [البقرة : 165 ] وفي الرفع وجهان : أن يكون خبرا لأن على أن ما موصولة . وأن يكون خبر مبتدأ محذوف . والمعنى : أن الأوثان مودة بينكم ، أي : مودودة . أو سبب مودة . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم : مودة بينكم : بفتح بينكم مع الإضافة ، كما قرئ :
لقد تقطع بينكم [الأنعام : 94 ] ففتح وهو فاعل . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود -رضي الله عنه - : أوثانا إنما مودة بينكم في الحياة الدنيا ، أي : إنما تتوادون عليها ، أو تودونها في الحياة الدنيا
ثم يوم القيامة يقوم بينكم التلاعن والتباغض والتعادي : يتلاعن العبدة ، ويتلاعن العبدة والأصنام ، كقوله تعالى :
ويكونون عليهم ضدا [مريم : 82 ] .