ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون
في
"يريكم" وجهان : إضماران ، وإنزال الفعل منزلة المصدر ، وبهما فسر المثل : تسمع بالمعيدي خير من أن تراه . وقول القائل [من الوافر ] :
وقالوا ما تشاء ؟ فقلت : ألهو . . . إلى الإصباح آثر ذي أثير
[ ص: 573 ] "خوفا" من الصاعقة أو من الإخلاف
"وطمعا" في الغيث . وقيل : خوفا للمسافر ، وطمعا للحاضر ، وهما منصوبان على المفعول له . فإن قلت : من حق المفعول له أن يكون فعلا لفاعل الفعل المعلل ؛ والخوف والطمع ليسا كذلك . قلت : فيه وجهان ، أحدهما : أن المفعولين فاعلون في المعنى ، لأنهم راءون ، فكأنه قيل : يجعلكم رائين البرق خوفا وطمعا . والثاني : أن يكون على تقدير حذف المضاف ، أي : إرادة خوف وإرادة طمع ، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه . ويجوز أن يكون حالين ؛ أي : خائفين وطامعين . وقرئ : "ينزل" بالتشديد .