الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين "فيبسطه" متصلا تارة
ويجعله كسفا أي قطعا تارة
فترى الودق يخرج من خلاله في التارتين جميعا . والمراد بالسماء . سمت السماء وشقها ، كقوله تعالى :
وفرعها في [ ص: 586 ] السماء [إبراهيم : 24 ] ، وبإصابة العباد : إصابة بلادهم وأراضيهم
من قبله من باب التكرير والتوكيد ، كقوله تعالى :
فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها [الحشر : 17 ] . ومعنى التوكيد فيه : الدلالة على أن عهدهم بالمطر قد تطاول وبعد ، فاستحكم بأسهم وتمادى إبلاسهم فكان الاستبشار على قدر اغتمامهم بذلك .