يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا
أحد في الأصل بمعنى وحد ، وهو الواحد ، ثم وضع في النفى العام مستويا فيه
[ ص: 66 ] المذكر والمؤنث والواحد وما وراءه . ومعنى قوله :
لستن كأحد من النساء لستن كجماعة واحدة من جماعات النساء ، أي : إذا تقصيت أمة النساء جماعة جماعة لم توجد منهن جماعة واحدة تساويكن في الفضل والسابقة ، ومثله قوله تعالى :
والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم [النساء : 152 ] يريد بين جماعة واحدة منهم ، تسوية بين جميعهم في أنهم على الحق المبين
إن اتقيتن إن أردتن التقوى ، وإن كنتن متقيات
فلا تخضعن بالقول فلا تجبن بقولكن خاضعا ، أي : لينا خنثا مثل كلام المريبات والمومسات
فيطمع الذي في قلبه مرض أي : ريبة وفجور . وقرئ بالجزم ، عطفا على محل فعل النهي ، على أنهن نهين عن الخضوع بالقول . ونهى المريض القلب عن الطمع ، كأنه قيل : لا تخضعن فلا يطمع . وعن
ابن محيصن أنه قرأ بكسر الميم ، وسبيله ضم الياء مع كسرها وإسناد الفعل إلى ضمير القول ، أي : فيطمع القول المريب
قولا معروفا بعيدا من طمع المريب بجد وخشونة من غير تخنث ، أو قولا حسنا مع كونه خشنا .