ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا فرض الله له قسم له وأوجب ، من قولهم : فرض لفلان في الديوان كذا . ومنه فروض العسكر لرزقاتهم
سنة الله اسم موضوع موضع المصدر -كقولهم : تربا ،
[ ص: 75 ] وجندلا - : مؤكد لقوله تعالى :
ما كان على النبي من حرج كأنه قيل : سن الله ذلك سنة في الأنبياء الماضين ، وهو أن لا يحرج عليهم في الإقدام على ما أباح لهم ووسع عليهم في باب النكاح وغيره ، وقد كانت تحتهم المهائر والسراري ، وكانت
لداود عليه السلام مائة امرأة وثلاثمائة سرية ،
ولسليمان عليه السلام ثلثمائة وسبعمائة
في الذين خلوا في الأنبياء الذين مضوا
الذين يبلغون يحتمل وجوه الإعراب : الجر ، على الوصف للأنبياء . والرفع والنصب ، على المدح على هم الذين يبلغون ، أو على أعني الذين يبلغون . وقرئ : (رسالة الله ) ، قدرا مقدورا : قضاء مقضيا ، وحكما ، ووصف الأنبياء بأنهم لا يخشون إلا الله : تعريض بعد التصريح في قوله تعالى :
وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه . "حسيبا " كافيا للمخاوف ، أو محاسبا على الصغيرة والكبيرة ، فيجب أن يكون حق الخشية من مثله .