وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين
هذه تسلية لرسول الله -صلى الله عليه وسلم - مما مني به من قومه من التكذيب والكفر بما جاء به ، والمنافسة بكثرة الأموال والأولاد ، والمفاخرة وزخارفها ، والتكبر بذلك على المؤمنين ،
[ ص: 126 ] والاستهانة بهم من أجله ، وقولهم :
أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا [مريم : 73 ] وأنه لم يرسل قط إلى أهل قرية من نذير إلا قالوا له مثل ما قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم - أهل
مكة وكادوه بنحو ما كادوه به ، وقاسوا أمر الآخرة الموهومة أو المفروضة عندهم على أمر الدنيا ، واعتقدوا أنهم لو لم يكرموا على الله لما رزقهم ، ولولا أن المؤمنين هانوا عليه لما حرمهم ، فعلى قياسهم ذلك قالوا :
وما نحن بمعذبين أرادوا أنهم أكرم على الله من أن يعذبهم ، نظرا إلى أحوالهم في الدنيا .