[ ص: 175 ] يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون يا حسرة على العباد نداء للحسرة عليهم ، كأنما قيل لها تعالي : يا حسرة فهذه من أحوالك التي حقك أن تحضري فيها ، وهي حال استهزائهم بالرسل ، والمعنى أنهم أحقاء بأن يتحسر عليهم المتحسرون ، ويتلهف على حالهم المتلهفون . أو هم متحسر عليهم من جهة الملائكة والمؤمنين من الثقلين ، ويجوز أن يكون من الله تعالى على سبيل الاستعارة في معنى تعظيم ما جنوه على أنفسهم ومحنوها به ، وفرط إنكاره له وتعجيبه منه ، وقراءة من قرأ : (يا حسرتا ) تعضد هذا الوجه ; لأن المعنى : يا حسرتي . وقرئ : (يا حسرة العباد ) ، على الإضافة إليهم لاختصاصها بهم ; من حيث أنها موجهة إليهم ، ويا حسرة على العباد : على إجراء الوصل مجرى الوقف .