ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون ننكسه في الخلق نقلبه فيه فنخلقه على عكس ما خلقناه من قبل ، وذلك أنا خلقناه على ضعف في جسده ، وخلو من عقل وعلم ، ثم جعلناه يتزايد وينتقل من حال إلى حال ويرتقي من درجة إلى درجة ، إلى أن يبلغ أشده ويستكمل قوته ، ويعقل ويعلم ما له وما عليه ، فإذا انتهى نكسناه في الخلق فجعلناه يتناقص ، حتى يرجع في حال شبيهة بحال الصبي في ضعف جسده وقلة عقله وخلوه من العلم ، كما ينكس السهم فيجعل أعلاه أسفله . قال عز وجل :
ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا [الحج : 5 ] ،
ثم رددناه أسفل سافلين [التين : 5 ] وهذه دلالة على أن من ينقلهم من الشباب إلى الهرم ، ومن القوة إلى الضعف ، ومن رجاحة العقل إلى الخرف وقلة التمييز ، ومن العلم إلى الجهل بعد ما نقلهم خلاف هذا النقل وعكسه قادر على أن يطمس على أعينهم ، ويمسخهم على مكانتهم ويفعل بهم ما شاء وأراد ، وقرئ بكسر الكاف . و (ننكسه ) و (ننكسه ) من التنكيس والإنكاس
أفلا يعقلون بالياء والتاء .