ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال وسلطان مبين وحجة ظاهرة وهي المعجزات، فقالوا: هو ساحر كذاب، فسموا السلطان المبين سحرا وكذابا
فلما جاءهم بالحق بالنبوة، فإن قلت: أما كان قتل الأبناء واستحياء النساء من قبل خيفة أو يولد المولود الذي أنذرته الكهنة بظهوره وزوال ملكه على يده؟ قلت: قد كان ذلك القتل حينئذ، وهذا قتل آخر. وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما في قوله:
قالوا اقتلوا أعيدوا عليهم القتل كالذي كان أولا، يريد: أن هذا قتل غير القتل الأول:
في ضلال في ضياع وذهاب، باطلا لم يجد عليهم، يعني: أنهم باشروا قتلهم أولا فما أغنى عنهم، ونفذ قضاء الله بإظهار من خافوه، فما يغني عنهم هذا القتل الثاني، وكان فرعون قد كف عن قتل الولدان، فلما بعث
موسى وأحس بأنه قد وقع: أعاده عليهم غيظا وحنقا، وظنا منه أنه يصدهم بذلك عن مظاهرة
موسى، وما علم أن كيده ضائع في الكرتين جميعا.