وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب
لما سمع
موسى عليه السلام بما أجراه
فرعون من حديث قتله: قال لقومه:
إني عذت بالله الذي هو ربي وربكم، وقوله: "وربكم" فيه بعث لهم على أن يقتدوا به، فيعوذوا بالله عياذه، ويعتصموا بالتوكل عليه اعتصامه، وقال:
من كل متكبر لتشمل
[ ص: 342 ] استعاذته
فرعون وغيره من الجبابرة، وليكون على طريقة التعريض; فيكون أبلغ، وأراد بالتكبر: الاستكبار عن الإذعان للحق، وهو أقبح استكبار وأدله على دناءة صاحبه ومهانة نفسه، وعلى فرط ظلمه وعسفه، وقال:
لا يؤمن بيوم الحساب لأنه إذا اجتمع في الرجل التجبر والتكذيب بالجزاء وقلة المبالاة بالعاقبة، فقد استكمل أسباب القسوة والجراءة على الله وعباده، ولم يترك عظيمة إلا ارتكبها. و "عذت" ولذت أخوان. وقرئ: (عت)، بالإدغام.