وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد مثل يوم الأحزاب مثل أيامهم; لأنه لما أضافه إلى الأحزاب وفسرهم بقوم
نوح وعاد وثمود، ولم يلبس أن كل حزب منهم كان له يوم دمار، اقتصر على الواحد من الجمع; لأن المضاف إليه أغنى عن ذلك كقوله [من الوافر]:
كلوا في بعض بطنكمو تعفوا
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : مثل يوم حزب حزب، ودأب هؤلاء: دؤبهم في عملهم من الكفر والتكذيب وسائر المعاصي، وكون ذلك دائبا دائما منهم لا يفترون عنه، ولا بد من حذف مضاف، يريد: مثل جزاء دأبهم. فإن قلت: بم انتصب "مثل" الثاني؟ قلت: بأنه عطف بيان لمثل الأول; لأن آخر ما تناوله الإضافة قوم نوح، ولو قلت: أهلك الله الأحزاب: قوم
نوح وعاد وثمود، لم يكن إلا عطف بيان لإضافة قوم إلى أعلام، فسرى ذلك الحكم إلى أول ما تناولته الإضافة
وما الله يريد ظلما للعباد يعني: أن تدميرهم كان عدلا وقسطا; لأنهم استوجبوه بأعمالهم، وهو أبلغ من قوله تعالى:
وما ربك بظلام للعبيد [فصلت: 46] حيث جعل المنفى إرادة الظلم; لأن من كان عن أرادة الظلم بعيدا، كان عن الظلم
[ ص: 346 ] أبعد. وحيث نكر الظلم، كأنه نفى أن يريد ظلما ما لعباده. ويجوز أن يكون معناه كمعنى قوله تعالى:
ولا يرضى لعباده الكفر [الزمر: 7] أي: لا يريد لهم أن يظلموا; يعني أنه دمرهم لأنهم كانوا ظالمين.