قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين
فإن قلت: أما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبادة الأوثان بأدلة العقل حتى جاءته البينات من ربه؟ قلت: بلى، ولكن البينات لما كانت مقوية لأدلة العقل ومؤكدة لها ومضمنة ذكرها
[ ص: 359 ] نحو قوله تعالى:
أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون [الصافات: 95- 96] وأشباه ذلك من التنبيه على أدلة العقل كان ذكر البينات ذكرا لأدلة العقل والسمع جميعا، وإنما ذكر ما يدل على الأمرين جميعا; لأن ذكر تناصر الأدلة العقل وأدلة السمع أقوى في إبطال مذهبهم وإن كانت أدلة العقل وحدها كافية.