ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير لجعلهم أمة واحدة أي: مؤمنين كلهم على القسر والإكراه، كقوله تعالى:
ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها [السجدة: 13] وقوله تعالى:
ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا [يونس: 99] والدليل على أن المعنى هو الإلجاء إلى الإيمان. قوله:
أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين [يونس: 99] وقوله تعالى:
أفأنت تكره بإدخال همزة الإنكار على المكره دون فعله. دليل على أن الله وحده هو القادر على هذا الإكراه دون غيره. والمعنى: ولو شاء ربك مشيئة قدرة لقسرهم جميعا على الإيمان، ولكنه شاء مشيئة حكمة، فكلفهم وبنى أمرهم على ما يختارون; ليدخل المؤمنين في رحمته وهم المرادون بمن يشاء. ألا ترى إلى وضعهم في مقابلة الظالمين ويترك الظالمين بغير ولي ولا نصير في عذابه.