من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب
سمى ما يعمله العامل مما يبغي به الفائدة والزكاء حرثا على المجاز. وفرق بين عملي العاملين: بأن من عمل للآخرة وفق في عمله وضوعفت حسناته، ومن كان عمله للدنيا
[ ص: 403 ] أعطى شيئا منها لا ما يريده ويبتغيه. وهو رزقه الذي قسم له وفرغ منه وما له نصيب قط في الآخرة، ولم يذكر في معنى عامل الآخرة وله في الدنيا نصيب، على أن رزقه المقسوم له واصل إليه لا محالة; للاستهانة بذلك إلى جنب ما هو بصدده من زكاء عمله وفوزه في المآب.