فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين
"آسفونا" منقول من أسف أسفا إذا اشتد غضبه. ومنه الحديث في موت الفجأة: "رحمة للؤمن وأخذة أسف للكافر". ومعناه: أنهم أفرطوا في المعاصي وعدوا
[ ص: 451 ] طورهم، فاستوجبوا أن نعجل لهم عذابنا وانتقامنا، وأن لا نحلم عنهم. وقرئ: (سلفا) جمع سالف، كخادم وخدم. وسلفا بضمتين- جمع سليف، أي: فريق قد سلف. وسلفا: جمع سلفة، أي: ثلة قد سلفت. ومعناه: فجعلناهم قدوة للآخرين من الكفار، يقتدون بهم في استحقاق مثل عقابهم ونزوله بهم; لإتيانهم بمثل أفعالهم، وحديثا عجيب الشأن سائرا مسير المثل، يحدثون به ويقال لهم: مثلكم مثل قوم
فرعون.