والسماء ذات الحبك إنكم لفي قول مختلف يؤفك عنه من أفك
"الحبك" الطرائق، مثل حبك الرمل والماء: إذا ضربته الريح، وكذلك حبك الشعر: آثار تثنيه وتكسره. قال
زهير [من البسيط]:
مكلل بأصول النجم تنسجه ريح خريق لضاحي مائه حبك
[ ص: 610 ] والدرع محبوكة; لأن حلقها مطرق طرائق. ويقال: إن خلقه السماء كذلك. وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: حبكها نجومها. والمعنى: أنها تزينها كما تزين الموشى طرائق الوشي. وقيل: حبكها صفاتها وإحكامها، من قولهم: فرس محبوك المعاقم، أي: محكمها. وإذا أجاد الحائك الحياكة قالوا: ما أحسن حبكه، وهو جمع حباك، كمثال ومثل، أو حبيكة، كطريقة وطرق. وقرئ: (الحبك) بوزن القفل. والحبك، بوزن السلك. والحبك، بوزن الجبل. والحبك بوزن البرق. والحبك بوزن النعم. والحبك بوزن الإبل
إنكم لفي قول مختلف قولهم في الرسول: ساحر وشاعر ومجنون، وفى القرآن: شعر وسحر وأساطير الأولين. وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك : قول الكفرة لا يكون مستويا، إنما هو متناقض مختلف. وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : منكم مصدق ومكذب، ومقر ومنكر
يؤفك عنه الضمير للقرآن وللرسول، أي: يصرف عنه، من صرف الصرف الذي لا صرف أشد منه وأعظم; كقوله: لا يهلك على الله إلا هالك. وقيل: يصرف عنه من صرف في سابق علم الله، أي: علم فيما لم يزل أنه مأفوك عن الحق لا يرعوي. ويجوز أن يكون الضمير لما توعدون أو للدين: أقسم بالذاريات على أن وقوع أمر القيامة حق، ثم أقسم بالسماء على أنهم في قول مختلف في وقوعه، فمنهم شاك، ومنهم جاحد. ثم قال: يؤفك عن الإقرار بأمر القيامة من هو المأفوك. ووجه آخر: وهو أن يرجع الضمير إلى قول مختلف وعن مثله في قوله [من السريع]:
ينهون عن أكل وعن شرب
[ ص: 611 ] أي: يتناهون في السمن بسبب الأكل والشرب. وحقيقته: يصدر تناهيهم في السمن عنهما، وكذلك يصدر إفكهم عن القول المختلف. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : (يؤفك عنه) من أفك، على البناء للفاعل. أي: من أفك الناس عنه وهم
قريش، وذلك أن الحي كانوا يبعثون الرجل ذا العقل والرأي ليسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقولون له: احذره، فيرجع فيخبرهم. وعن
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي : يأفك عنه من أفك، أي: يصرف الناس عنه من هو مأفوك في نفسه. وعنه أيضا: يأفك عنه من أفك، أي: يصرف الناس عنه من هو أفاك كذاب. وقرئ: (يؤفن عنه من أفن) أي: يحرمه من حرم، من أفن الضرع إذا نهكه حلبا.