وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم وهو مليم وفي موسى عطف على
وفي الأرض آيات أو على قوله:
وتركنا فيها آية على معنى: وجعلنا في
موسى آية كقوله [من الرجز]:
علفتها تبنا وماء باردا
... ....................
فتولى بركنه فازور، وأعرض، كقوله تعالى:
ونأى بجانبه [فصلت: 51] وقيل: فتولى بما كان يتقوى به من جنوده وملكه. وقرئ: (بركنه)، بضم الكاف
وقال ساحر أي هو ساحر "مليم" آت بما يلام عليه من كفره وعناده، والجملة مع الواو حال من الضمير في فأخذناه. فإن قلت: كيف وصف نبي الله
يونس صلوات الله عليه بما وصف به
فرعون في قوله تعالى:
فالتقمه الحوت وهو مليم [الصافات: 142]؟ قلت: موجبات اللوم تختلف وعلى حسب اختلافهما تختلف مقادير اللوم، فراكب الكبيرة ملوم على مقدارها، وكذلك مقترف الصغيرة. ألا ترى إلى قوله تعالى:
وعصوا رسله [هود: 59]،
وعصى آدم ربه [طه: 121] لأن الكبيرة والصغيرة يجمعهما اسم العصيان، كما يجمعهما اسم القبيح والسيئة.