كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر فكيف كان عذابي ونذر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر
"ونذر" وإنذاري لهم بالعذاب قبل نزوله، أو إنذار أتى في تعذيبهم لمن بعدهم
في يوم نحس في يوم شؤم. وقرئ: (فى يوم نحس) كقوله:
في أيام نحسات . [فصلت: 16]. "مستمر" قد استمر عليهم ودام حتى أهلكهم، أو استمر عليهم جميعا كبيرهم وصغيرهم، حتى لم يبق منهم نسمة، وكان في أربعاء في آخر الشهر لا تدور. ويجوز أن يريد بالمستمر: الشديد المرارة والبشاعة
تنزع الناس تقلعهم عن أماكنهم، وكانوا يصطفون آخذين أيديهم بأيدي بعض. ويتدخلون في الشعاب، ويحفرون الحفر فيندسون فيها فتنزعهم وتكبهم وتدق رقابهم
كأنهم أعجاز نخل منقعر يعني أنهم كانوا يتساقطون على الأرض أمواتا وهم جثث طوال عظام، كأنهم أعجاز نخل وهي أصولها بلا فروع، منقعر: منقلع عن مغارسه. وقيل: شبهوا بأعجاز النخل; لأن الريح كانت تقطع رءوسهم فتبقى أجسادا بلا رءوس. وذكر صفة "نخل" على اللفظ، ولو حملها على المعنى لأنث، كما قال:
أعجاز نخل خاوية [الحاقة: 7].