وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون من في
ما رزقناكم للتبعيض، والمراد: الإنفاق الواجب
من قبل أن يأتي أحدكم الموت من قبل أن يرى دلائل الموت، ويعاين ما ييأس معه من الإمهال، ويضيق به الخناق، ويتعذر عليه الإنفاق ويفوت وقت القبول، فيتحسر على المنع، ويعض أنامله على فقد ما كان متمكنا منه.
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنه -: تصدقوا قبل أن ينزل عليكم سلطان الموت، فلا تقبل توبة، ولا ينفع عمل. وعنه: ما يمنع أحدكم إذا كان له مال أن يزكي، وإذا أطاق الحج أن يحج من قبل أن يأتيه الموت، فيسأل ربه الكرة فلا يعطاها. وعنه: أنها نزلت في مانعي الزكاة، ووالله لو رأى خيرا لما سأل الرجعة، فقيل له: أما تتقي الله، يسأل المؤمنون الكرة؟ قال: نعم، أنا أقرأ عليكم به قرآنا، يعني: أنها نزلت في المؤمنين وهم المخاطبون بها، وكذا عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : ما من أحد لم يزك ولم يصم ولم يحج إلا سأل الرجعة. وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة أنها نزلت في أهل القبلة
لولا أخرتني . وقرئ: "أخرتن"، يريد: هلا أخرت موتى
إلى أجل قريب إلى زمان قليل "فأصدق" وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي : فأتصدق على الأصل. وقرئ: "وأكن"، عطفا على محل "فأصدق" كأنه قيل: إن أخرتني أصدق وأكن. ومن قرأ: "وأكون" على النصب، فعلى اللفظ. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير : "وأكون"، على "وأنا أكون" عدة منه بالصلاح.
ولن يؤخر الله نفي للتأخير على وجه التأكيد الذي معناه منافاة المنفي الحكمة. والمعنى: إنكم إذا علمتم أن تأخير الموت عن وقته مما لا سبيل إليه. وأنه هاجم لا محالة، وأن الله عليم بأعمالكم فمجاز عليها، من منع واجب وغيره: لم تبق إلا المسارعة إلى الخروج عن عهدة الواجبات والاستعداد للقاء الله. وقرئ: "تعملون"; بالتاء والياء. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
من قرأ سورة [المنافقين] برئ من النفاق ".