وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون وما هو إلا ذكر للعالمين [ ص: 193 ] أن مخففة من الثقيلة واللام علمها. وقرأ "ليزلقونك" بضم الياء وفتحها. وزلقه وأزلقه بمعنى، ويقال: زلق الرأس وأزلقه حلقه، وقرأ ليزهقونك من زهقت نفسه وأزهقها: يعني أنهم من شدة تحديقهم ونظرهم إليك شزرا بعيون العداوة والبغضاء يكادون يزلون قدمك أو يهلكونك، من قولهم: نظر إلي نظرا يكاد يصرعني، ويكاد يأكلني: أي: لو أمكنه بنظره الصراع أو الأكل لفعله، قال [من الكامل]:
يتقارضون إذا التقوا في موطن نظرا يزل مواطئ الأقدام
وقيل: كانت العين في بني أسد، فكان الرجل منهم يتجول ثلاثة أيام فلا يمر به شيء، فيقول فيه: لم أر كاليوم مثله إلا عانه، فأريد بعض العيانين على أن يقول في رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فقال: لم أر كاليوم رجلا فعصمه الله. وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : دواء الإصابة بالعين أن تقرأ هذه الآية.
لما سمعوا الذكر أي القرآن لم يملكوا أنفسهم حسدا على ما أوتيت من النبوة
ويقولون إنه لمجنون حيرة في أمره وتنفيرا عنه; وإلا فقد علموا أنه أعقلهم، والمعنى: أنهم جننوه لأجل القرآن
وما هو إلا ذكر وموعظة "للعالمين" فكيف يجنن من جاء بمثله.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
من قرأ سورة [القلم] أعطاه الله ثواب الذين حسن الله أخلاقهم ".