إن لك في النهار سبحا طويلا سبحا تصرفا وتقلبا في مهماتك وشواغلك، ولا تفرغ إلا بالليل; فعليك بمناجاة الله التي تقتضي فراغ البال وانتفاء الشواغل. وأما القراءة بالخاء فاستعارة من سبخ الصوف: وهو نفشه ونشر أجزائه; لانتشار الهم وتفرق القلب بالشواغل: كلفه قيام الليل، ثم ذكر الحكمة فيما كلفه منه: وهو أن الليل أعون على المواطأة وأشد للقراءة، لهدو الرجل وخفوت الصوت: وأنه أجمع للقلب وأضم لنشر الهم من النهار; لأنه وقت تفرق الهموم وتوزع الخواطر والتقلب في حوائج المعاش والمعاد. وقيل: فراغا وسعة لنومك وتصرفك في حوائجك وقيل: إن فاتك من الليل شيء فلك في النهار فراغ تقدر على تداركه فيه.