[ ص: 274 ] سورة الإنسان
مدنية، وآياتها إحدى وثلاثون
بسم الله الرحمن الرحيم
هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا
هل بمعنى
قد في الاستفهام خاصة، والأصل: أهل، بدليل قوله [من البسيط]:
أهل رأونا بسفع القاع ذي الأكم ...............
فالمعنى: أقد أتى؟ على التقرير والتقريب جميعا، أي: أتى على الإنسان قبل زمان قريب
حين من الدهر لم يكن فيه
شيئا مذكورا أي: كان شيئا منسيا غير مذكور نطفة في الأصلاب. والمراد بالإنسان: جنس بني آدم، بدليل قوله:
إنا خلقنا الإنسان من نطفة [النحل: 4].
حين من الدهر طائفة من الزمن الطويل الممتد. فإن قلت: ما محل
لم يكن شيئا مذكورا قلت: محله النصب على الحال من الإنسان، كأنه قيل: هل أتى عليه حين من الدهر غير مذكور. أو الرفع على الوصف لحين، كقوله:
يوما لا يجزي والد عن ولده [لقمان: 33]. وعن بعضهم: أنها تليت عنده فقال: ليتها تمت، أراد: ليت تلك الحالة تمت، وهي كونه شيئا غير مذكور ولم يخلق ولم يكلف.