إنما توعدون لواقع فإذا النجوم طمست وإذا السماء فرجت وإذا الجبال نسفت وإذا الرسل أقتت لأي يوم أجلت ليوم الفصل وما أدراك ما يوم الفصل ويل يومئذ للمكذبين
إن الذي توعدونه من مجيء يوم القيامة لكائن نازل لا ريب فيه، وهو جواب القسم، وعن بعضهم: أن المعنى: ورب المرسلات
طمست محيت ومحقت. وقيل: ذهب بنورها ومحق ذواتها، موافق لقوله: "انتثرت" و "انكدرت" ويجوز أن يمحق نورها ثم تنتثر ممحوقة النور.
فرجت فتحت فكانت أبوابا. قال الفارجي: باب الأمير إليهم
نسفت كالحب إذا نسف بالمنسف. نحوه:
وبست الجبال بسا [الواقعة: 5].
وكانت الجبال كثيبا مهيلا [المزمل: 14]. وقيل: أخذت بسرعة من أماكنها، من انتسفت الشيء إذا اختطفته. وقرئت: "طمست" وفرجت ونسفت مشددة. قرئ: أقتت ووقتت، بالتشديد والتخفيف فيهما. والأصل: الواو. ومعنى توقيت الرسل: تبيين وقتها الذي يحضرون فيه للشهادة على أممهم. والتأجيل: من الأجل، كالتوقيت: من الوقت.
لأي يوم أجلت تعظيم لليوم، وتعجيب من قوله:
ليوم الفصل بيان ليوم التأجيل، وهو اليوم الذي يفصل فيه بين الخلائق. والوجه أن يكون معنى وقتت: بلغت ميقاتها الذي كانت تنتظره: وهو يوم القيامة. وأجلت: أخرت. فإن قلت: كيف وقع النكرة مبتدأ في قوله:
ويل يومئذ للمكذبين ؟ قلت: هو في أصله مصدر منصوب ساد مسد فعله، ولكنه عدل به إلى الرفع للدلالة على معنى ثبات الهلاك ودوامه للمدعو عليه. ونحوه:
سلام عليكم [الأنعام: 54]. ويجوز: ويلا، بالنصب; ولكنه لم يقرأ به. يقال: ويلا له، ويلا كيلا.