إخوتي لا تبعدوا أبدا وبلى والله قد بعدوا
يريد: كنتم أحقاء في حياتكم بأن يدعى لكم بذلك، وعلل ذلك بكونهم مجرمين دلالة على أن كل مجرم ما له إلا الأكل والتمتع أياما قلائل، ثم البقاء في الهلاك أبدا. ويجوز أن يكون كلوا وتمتعوا [المرسلات: 46]. كلاما مستأنفا خطابا للمكذبين في الدنيا اركعوا اخشعوا لله وتواضعوا له بقبول وحيه واتباع دينه. واطرحوا هذا الاستكبار والنخوة، لا يخشعون ولا يقبلون ذلك، ويصرون على استكبارهم. وقيل: ما كان على العرب أشد من الركوع والسجود: وقيل: نزلت في ثقيف حين أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة، فقالوا: لا نجبي؛ فإنها مسبة علينا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود بعده بعد القرآن، يعني أن القرآن من بين الكتب المنزلة [ ص: 292 ] آية مبصرة ومعجزة باهرة، فحين لم يؤمنوا به فبأي كتاب بعده يؤمنون وقرئ: تؤمنون بالتاء.