هل أتاك حديث الجنود فرعون وثمود بل الذين كفروا في تكذيب والله من ورائهم محيط بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ فرعون وثمود بدل من الجنود وأراد بفرعون إياه وآله، كما في قوله:
من فرعون وملئهم [يونس: 83]. والمعنى: قد عرفت تكذيب تلك الجنود الرسل وما نزل بهم
[ ص: 351 ] لتكذيبهم
بل الذين كفروا من قومك
في تكذيب أي: تكذيب واستيجاب للعذاب، والله عالم بأحوالهم وقادر عليهم وهم لا يعجزونه. والإحاطة بهم من ورائهم: مثل لأنهم لا يفوتونه، كما لا يفوت فائت الشيء المحيط به. ومعنى الإضراب: أن أمرهم أعجب من أمر أولئك; لأنهم سمعوا بقصصهم وبما جرى عليهم، ورأوا آثار هلاكهم ولم يعتبروا، وكذبوا أشد من تكذيبهم
بل هو أي: بل هذا الذي كذبوا به
قرآن مجيد شريف عالي الطبقة في الكتب وفي نظمه وإعجازه. وقرئ: قرآن مجيد، بالإضافة، أي: قرآن رب مجيد. وقرأ يحيى بن يعمر: في لوح، واللوح: الهواء، يعني: اللوح فوق السماء السابعة الذي فيه اللوح
محفوظ من وصول الشياطين إليه. وقرئ: محفوظ بالرفع، صفة القرآن.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
من قرأ [سورة البروج] أعطاه الله بعدد كل يوم جمعة وكل يوم عرفة يكون في الدنيا عشر حسنات ".