[ ص: 352 ] [سورة الطارق]
مكية، وآياتها 17
[نزلت بعد البلد]
بسم الله الرحمن الرحيم
والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب النجم الثاقب المضيء، كأنه يثقب الظلام بضوئه فينفذ فيه، كما قيل: دريء، لأنه يدرؤه، أي: يدفعه. ووصف بالطارق; لأنه يبدو بالليل، كما يقال للآتي ليلا: طارق، أو لأنه يطرق الجني، أي يصكه. والمراد: جنس النجوم، أو جنس الشهب التي يرجم بها. فإن قلت: ما يشبه قوله:
وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب إلا ترجمة كلمة بأخرى، فبين لي أي فائدة تحته؟ قلت: أراد الله - عز من قائل -: أن يقسم بالنجم الثاقب تعظيما له، لما عرف فيه من عجيب القدرة ولطيف الحكمة، وأن ينبه على ذلك فجاء بما هو صفة مشتركة بينه وبين غيره، وهو الطارق، ثم قال:
وما أدراك ما الطارق ثم فسره بقوله:
النجم الثاقب كل هذا إظهار لفخامة شأنه، كما قال:
فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم [الواقعة: 75-76]. روي:
أن أبا طالب كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانحط نجم، فامتلأ ما ثم نورا فجزع أبو طالب وقال: أي شيء هذا؟ فقال عليه السلام: "هذا نجم رمي به، وهو آية من آيات الله" فعجب أبو طالب، فنزلت.