كذبت ثمود بطغواها إذ انبعث أشقاها فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقباها
الباء في:
بطغواها مثلها في: كتبت بالقلم. والطغوى من الطغيان: فصلوا بين الاسم والصفة في فعلى من بنات الياء، بأن قلبوا الياء واوا في الاسم، وتركوا القلب في الصفة، فقالوا: امرأة خزيى وصديى، يعني: فعلت التكذيب بطغيانها، كما تقول: ظلمني بجرأته على الله. وقيل: كذبت بما أوعدت به من عذابها ذي الطغوى كقوله:
فأهلكوا بالطاغية [الحاقة: 5]. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : "بطغواها" بضم الطاء كالحسنى والرجعى في المصادر
إذ انبعث منصوب بكذبت. أو بالطغوى. و
أشقاها قدار بن سالف. ويجوز أن يكونوا جماعة، والتوحيد لتسويتك في أفعل التفضيل إذا أضفته بين الواحد والجمع
[ ص: 384 ] والمذكر والمؤنث، وكان يجوز أن يقال: أشقوها، كما تقول: أفاضلهم. والضمير في "لهم" يجوز أن يكون للأشقين والتفضيل في الشقاوة، لأن من تولى الفقر وباشره كانت شقاوته أظهر وأبلغ. و
ناقة الله نصب على التحذير، كقولك: الأسد الأسد، والصبي الصبي، بإضمار: ذروا أو احذروا عقرها.
وسقياها فلا تزووها عنها، ولا تستأثروا بها عليها
فكذبوه فيما حذرهم منه من نزول العذاب إن فعلوا
فدمدم عليهم فأطلق عليهم العذاب، وهو من تكرير قولهم: ناقة مدمومة: إذا ألبسها الشحم.
بذنبهم بسبب ذنبهم. وفيه إنذار عظيم بعاقبة الذنب، فعل كل مذنب أن يعتبر ويحذر.
فسواها الضمير للدمدمة، أي: فسواها بينهم لم يفلت منها صغيرهم ولا كبيرهم
ولا يخاف عقباها أي: عاقبتها وتبعتها; كما يخاف كل معاقب من الملوك فيبقي بعض الإبقاء. ويجوز أن يكون الضمير لثمود على معنى: فسواها بالأرض. أو في الهلاك، ولا يخاف عقبى هلاكها. وفي مصاحف أهل
المدينة والشام : فلا يخاف. وفي قراءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ولم يخف.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
من قرأ [سورة الشمس]، فكأنما تصدق بكل شيء طلعت عليه الشمس والقمر ".