فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث [ ص: 394 ] فلا تقهر فلا تغلبه على ماله وحقه لضعفه. وفي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : "فلا تكهر" وهو أن يعبس في وجهه. وفلان ذو كهرورة: عابس الوجه. ومنه الحديث: "
nindex.php?page=hadith&LINKID=667464فبأبي وأمي هو، ما كهرني ". النهر، والنهم: الزجر. عن النبي صلى الله عليه وسلم: "
إذا رددت السائل ثلاثا فلم يرجع، فلا عليك أن تزبره " وقيل: أما إنه ليس بالسائل المستجدي، ولكن طالب العلم: إذا جاء فلا تنهره. التحديث بنعمة الله: شكرها وإشاعتها، يريد: ما ذكره من نعمة الإيواء والهداية والإغناء وما عدا ذلك. عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : بالقرآن، فحدث: أقرئه، وبلغ ما أرسلت به. وعن
عبد الله بن غالب أنه كان إذا أصبح يقول: رزقني الله البارحة خيرا: قرأت كذا وصليت كذا، فإذا قيل له: يا
أبا فراس مثلك يقول مثل هذا؟ قال: يقول الله تعالى:
وأما بنعمة ربك فحدث وأنتم تقولون: لا تحدث بنعمة الله. وإنما يجوز مثل هذا إذا قصد به اللطف، وأن يقتدي به غيره، وأمن على نفسه الفتنة. والستر أفضل. ولو
[ ص: 395 ] لم يكن فيه إلا التشبه بأهل الرياء والسمعة: لكفى به. وفي قراءة علي - رضي الله عنه -: "فخبر" والمعنى: أنك كنت يتيما، وضالا وعائلا، فآواك الله، وهداك: وأغناك; فمهما يكن من شيء وعلى ما خيلت فلا تنس نعمة الله عليك في هذه الثلاث. واقتد بالله، فتعطف على اليتيم وآوه، فقد ذقت اليتم وهوانه، ورأيت كيف فعل الله بك; وترحم على السائل وتفقده بمعروفك ولا تزجره عن بابك، كما رحمك ربك فأغناك بعد الفقر; وحدث بنعمة الله كلها، ويدخل تحته هدايته من الضلال، وتعليمه الشرائع والقرآن، مقتديا بالله في أن هداه من الضلال.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
من قرأ سورة [الضحى] جعله الله فيمن يرضى لمحمد أن يشفع له وعشر حسنات يكتبها الله له بعدد كل يتيم وسائل ".