الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا لا إله إلا هو : إما خبر مبتدأ ، وإما اعتراض والخبر
ليجمعنكم ، ومعناه : الله والله ليجمعنكم
إلى يوم القيامة أي : ليحشرنكم إليه ، والقيامة والقيام . كالطلابة والطلاب ، وهي قيامهم من القبور أو قيامهم للحساب . قال الله تعالى :
يوم يقوم الناس لرب العالمين [المطففين : 6]
ومن أصدق من الله حديثا : لأنه عز وعلا صادق لا يجوز عليه الكذب ، وذلك أن الكذب مستقل بصارف عن الإقدام عليه وهو قبحه ، ووجه قبحه الذي هو كونه كذبا وإخبارا عن الشيء بخلاف ما هو عليه . فمن كذب لم يكذب إلا لأنه محتاج إلى أن يكذب ليجر منفعة أو يدفع مضرة . أو هو غني عنه إلا أنه يجهل غناه . أو هو
[ ص: 122 ] جاهل بقبحه . أو هو سفيه لا يفرق بين الصدق والكذب في إخباره ولا يبالي بأيهما نطق ، وربما كان الكذب أحلى على حنكه من الصدق ، وعن بعض السفهاء أنه عوتب على الكذب فقال : لو غرغرت لهواتك به ما فارقته ، وقيل : لكذاب : هل صدقت قط؟ فقال : لولا أني صادق في قولي "لا" لقلتها . فكان الحكيم الغني الذي لا يجوز عليه الحاجات العالم بكل معلوم ، منزها عنه ، كما هو منزه عن سائر القبائح .