لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار
لم يفرق
عيسى - عليه الصلاة والسلام - بينه وبينهم في أنه عبد مربوب كمثلهم ، وهو احتجاج على النصارى
إنه من يشرك بالله في عبادته ، أو فيما هو مختص به من صفاته
[ ص: 276 ] أو أفعاله
فقد حرم الله عليه الجنة التي هي دار الموحدين أي : حرمه دخولها ومنعه منه ، كما يمنع المحرم من المحرم عليه
وما للظالمين من أنصار من كلام الله على أنهم ظلموا وعدلوا عن سبيل الحق فيما يقولون على
عيسى - عليه السلام - ، فلذلك لم يساعدهم عليه ولم ينصر قولهم رده وأنكره ، وإن كانوا معظمين له بذلك ورافعين من مقداره . أو من قول
عيسى - عليه السلام - ، على معنى : ولا ينصركم أحد فيما تقولون ولا يساعدكم عليه لاستحالته وبعده عن المعقول . أو لا ينصركم ناصر في الآخرة من عذاب الله .