قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون
البون بين الخبيث والطيب بعيد عند الله تعالى وإن كان قريبا عندكم ، فلا تعجبوا بكثرة الخبيث حتى تؤثروه لكثرته على القليل الطيب ، فإن ما تتوهمونه في الكثرة من الفضل ، لا يوازي النقصان في الخبيث ، وفوات الطيب وهو عام في حلال المال وحرامه ، وصالح العمل وطالحه ، وصحيح المذاهب وفاسدها ، وجيد الناس ورديهم ،
[ ص: 300 ] فاتقوا الله : وآثروا الطيب ، وإن قل ، على الخبيث وإن كثر ، ومن حق هذه الآية أن تكفح بها وجوه المجبرة إذا افتخروا بالكثرة ; كما قيل [ الطويل] :
وكاثر بسعد إن سعدا كثيرة ولا ترج من سعد وفاءا ولا نصرا
وكما قيل [من البسيط] :
لا يدهمنك من دهمائهم عدد فإن جلهم بل كلهم بقر
وقيل : نزلت في حجاج
اليمامة ، حين أراد المسلمون أن يوقعوا بهم ، فنهوا عن الإيقاع بهم وإن كانوا مشركين .