[ ص: 322 ] هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون ثم قضى أجلا أجل الموت
وأجل مسمى عنده : أجل القيامة ، وقيل : الأجل الأول : ما بين أن يخلق إلى أن يموت .
والثاني : ما بين الموت والبعث ، وهو : البرزخ ، وقيل : الأول : النوم ، والثاني : الموت .
فإن قلت : المبتدأ النكرة إذا كان خبره ظرفا وجب تأخيره ; فلم جاز تقديمه في قوله :
وأجل مسمى عنده ؟
قلت : لأنه تخصص بالصفة فقارب المعرفة ; كقوله :
ولعبد مؤمن خير من مشرك [البقرة : 221] .
فإن قلت : الكلام السائر أن يقال : عندي ثوب جيد ، ولي عبد كيس ، وما أشبه ذلك : : فما أوجب التقديم ؟
قلت : أوجبه أن المعنى : وأي أجل مسمى عنده ; تعظيما لشأن الساعة ، فلما جرى فيه هذا المعنى وجب التقديم .